كيفية التعامل مع اللحظات الأخيرة للجن الموكل بحماية السحر في جسد المسحور حين يقول أريد الخروج ولكن لا أستطيع ولا أعرف وأحياناً أخرى يتجمع في الفخذ أو القدم ويقول لا أعرف كيف أخرج ويبدأ يتردد على أعضاء الجسم ..
لا أنصح مطلقاً لمن لا يملك الخبرة العملية أو النظرية في التعامل مع الجن والشياطين وبخاصة ( خدام السحر ) ، أذكر هنا الطريقة الخاصة في تعامل المعالجين مع أمثال هؤلاء من باب الفائدة العامة ، وأحذر من التطبيق العملي وذلك من قبل العامة أو ممن لا يملكون الخبرة والدراية في التعامل مع الجن والشياطين وهيَ على النحو التالي :
طريقة الفصد تستخدم عادة في محاولة إما لفتح طريق للخروج ، أو إيذاء الجن والتأثير عليهم للخروج من بدن المصروع ، وعادة ما يلجأ بعض المعالِجين إلى استخدام طريقة تجميع الجن في منطقة معينة ، تظهر كورم ومن ثم فصد ذلك الموضع بواسطة إبره ونحوه مع خروج دم أسود قانٍ من ذلك المكان ، ويترتب على إجراء هذه العملية شفاء المريض بإذن الله تعالى ، ويتساءل البعض عن مشروعية ذلك ، وقد تكلم في هذه المسألة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – حفظه الله - حيث قال : ( فالشيطان الرجيم يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ويصل إلى كل جزء وعرق منه ، وقد يتغلب على قلبه فيملؤه بالأوهام والتخيلات والوساوس المحيرة ، ولا ينخنس إلا بذكر الله والاستعاذة منه 0 وأما شياطين الجن فقد يسلطهم الله على بعض الأشخاص ، وذلك هو الجنون والصرع والمس الذي يحصل لبعض الأفراد ؛ بحيث أنه يصرع في اليوم مِرارا فتراه يقوم ويسقط كما أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله : ( 000 لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ 000 ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 275 ) ، والغالب أنه يحصل بتسليط السحرة والكهنة الذين يتقربون إلى الشياطين بما تحب حتى يتملكوا كثيرا من الجن ، فإذا عمل الساحر العمل الشيطاني سلط بعض من تحت تصرفه على ذلك الفرد فلابسه فيصعب تخليصه إلا بالقراءة والتعويذات والتحصن بذكر الله تعالى ، وقد يتمكن الجني من الإنسي فلا يخرج حتى يقتل ذلك الإنسان ، وقد يتمكن من بعض الأفراد فيعالج بالضرب والإيلام والتهديد حتى يخرج ويشاهد خروجه من أحد الأصابع ، بحيث ينغمس في الأرض ثم ينجذب من الجسد ، وكثيرا ما يموت ، تحت الضرب أو تحت القراءة ويحترق بالأدعية والأوراد التي تشتد عليه حتى يموت ويشاهد أنه يجتمع في جزء من البدن كورم يسير يجرح فيخرج قطعة دم 0 وكل هذا معلوم بالمشاهدة والعيان لا ينكره إلا جاهل أو معاند ) ( مجلة الدعوة – الخميس 15 صفر سنة 1416 هـ - العدد 1499 ) 0
وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي في استخدام عملية الفصد مع الجن والشياطين بعد أخذ العهد والميثاق عليهم بعدم العودة للمريض ونقضهم لذلك العهد ، فأجاب - حفظه الله - :
( يظهر أن الفصد هو إخراج الدم ، فإذا كان الجني متمردا بحيث تكرر خروجه وعودته ، ولم يتأثر في أحدها بالرقية جاز الاحتيال إلى قتله ، وقد ذكر بعض القراء أنهم يتمكنون من القراءة عليه حتى يجتمع في موضع من بدن المصروع ، فيفصدونه بسكين ونحوها ، مما يسبب موته وبرء المصروع ، وآخر يقرأ في ماء بعض الأوراد ويحجر الجني عن الخروج ويسقى المصروع من ذلك الماء مما يسبب إحراق الجني وموته في موضعه ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0
وأما طريقة التجميع فتتم على النحو التالي :
1)- إن أفضل الأماكن التي يستطيع أن يقوم المعالِج بتجميع الجني الصارع فيها ثلاثة أماكن على النحو التالي :
أ - إبهام اليدين 0
ب- إبهام القدمين 0
ج - منطقة الجبهة 0
وهذه المناطق لا يشكل الفصد فيها أية خطورة أو إيذاء على حياة المريض إذا اتبعت الضوابط الطبية اللازمة لمثل ذلك الإجراء 0
2)- أن يقوم المعالِج بالرقية الشرعية وأثناء ذلك لا بد من تحديد المكان الذي يستقر فيه الجني الصارع عن طريق سؤال المريض عن بعض الأعراض التي يعاني منها وأماكنها ، ويستطيع المعالِج الحاذق المتمرس معرفة مكان تواجد ذلك الجني 0
3)- في حالة تحديد مكان وجود الجني في منطقة معينة كاليد مثلا ، عند ذلك تبدأ عملية تدليك في المنطقة المشار إليها ، وسحب الألم والذي يمثل تواجد الجني الصارع إلى منطقة إبهام اليد ، وسؤال المريض عن انتقال الألم مع عملية السحب والتدليك ، وتستمر العملية حتى يتم تجميع الجني في منطقة إبهام اليد حيث يتم ظهور نتوء أو ورم غير طبيعي 0
4)- يقوم المعالِج بعملية الفصد ، ويظهر معها دم أسود قانٍ ، وبعد تلك العملية يبرؤ المريض بإذن الله عز وجل ، وفي بعض الأحيان قد يطلب المعالِج من الجني أن يتجمع في المنطقة التي يحددها بحيث يخرج ذلك الجني دون حصول إيذاء له من عملية الفصد ، ويعتبر ذلك فتح باب أو ممر للخروج دون إيذاء لكلا الطرفين ، وبعض الأرواح قد يتجاوب مع هذا الأسلوب 0
5)- لا بد للمعالِج من إدراك أهمية استخدام هذا الأسلوب مع الرجال دون النساء ، وأما بالنسبة للنساء فيجب الحذر من فعل ذلك مباشرة إلا عن طريق أحد محارم المرأة أو إحدى المرافقات ، بحيث تتم عملية التدليك والتجميع ، ويترك للمعالِج عملية الفصد فقط 0
ولا بد لهذه العملية من توفر ضوابط شرعية وطبية أوجزها بالآتي :
أ)- عدم الخوض بالأمور الغيبية كما يفعل بعض المعالِجين بقولهم : ( مات ) أو ( قتل ) ونحوه ، وكون أن هذه العملية معلومة مشاهدة بالعيان وظاهر نفعها بإذن الله سبحانه ، لكنها أمور غيبية لم نقف على حقيقتها ، ولم يتأكد لنا إلا آثارها النافعة الطيبة 0
ب)- عدم القيام بعملية الفصد ، إلا بعد إقامة الحجة وأخذ العهد على تلك الأرواح ثلاثا بعدم تعرضها للمصاب ، وفي حالة نقض العهد والميثاق من قبل تلك الأرواح ، فلا بأس باتخاذ هذا الإجراء ، حرصا على سلامة المعالِج والمعالَج لما قد يسببه ذلك الفعل من إيذاء أو قتل للجني الصارع ، والذي قد يترتب عليه انتقام أهله وعشيرته بسبب عدم إقامة الحجة عليه بأخذ العهد والميثاق لعدم تعرضه للمصاب ، كما تم الإشارة في نقطة سابقة 0
ج)- الحرص على سلامة المريض وعدم إيذائه باستخدام طرق غير صحيحة للفصد كما يفعل بعض الجهلة اليوم 0
د)- الحرص على تعقيم الأدوات المستخدمة في عملية الفصد حرصا تاما ، ونظافة كل ما هو مستخدم فيها 0
هـ)- يفضل استخدام الإبرة الخاصة بفحص الدم لسهولة استخدامها وللمحافظة على سلامة المريض ، وعدم حصول أية مضاعفات نتيجة لذلك 0
و)- استخدام القفازات الطبية من قبل المعالِج حرصا على سلامته وعدم تعرضه لآثار بقايا دم المريض ، خاصة أن بعض الأمراض الوبائية قد تنتقل بإذن الله تعالى عن طريق الدم كوباء الكبد والإيدز ونحوه 0
ز)- استشارة طبيب متخصص في الكيفية التي تتم بها عملية الفصد ، من أجل سلامة المريض وعدم التسبب في أي ضرر أو إيذاء جسمي أو نفسي له 0
هذا ما تيسر بخصوص استخدام هذه الطريقة في الاستشفاء والعلاج ،
اساًل المولى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،
مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية ...