الرقية: تصل إلى ما لا تصل إليه كثير من الأدوية خصوصا في السحر الخارجي ، فالرقية تبطل السحر في مكانه أينما كان وكيفما كان بل واستفراغه من الجسد بإذن الله تعالى ، وقد يستفرغ المسحور مادة السحر وقت القراءة أو على إثرها ، ولكن ليكن في المعلوم أن علاج السحر في الغالب يستغرق علاجه من ستة أشهر إلى عامين ، تزود هذه المدة أو تنقص بحسب المنهج الذي يسلكه المسحور في العلاج من بعد إذن الله تعالى
وأفضل الرقى لعلاج السحر قراءة سورة البقرة كاملة في أي وقت في كل يوم لمدة ***** أشهر أو نحوهـا ، فعن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "اقْرَأُوا الْقُرْآنَ ، فَإِنّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ ، اقْرَأُوا الزّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنّهُمَا غَمَامَتَانِ ، أَوْ كَأَنّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافّ. تُحَاجّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ، فَإِنّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ"، قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنّ الْبَطَلَةَ السّحَرَةُ " وبركة سورة البقرة ليست في علاج السحر فقط بل للعين والمس وطرد الشياطين وكثير من الأمراض الأخرى وفي هذه السورة المباركة أسرار لا يعلمها إلا الله "
ومن الرقى المجربة في علاج السحر قراءة آيات السحر المذكورة في الأعراف ويونس وطه نحو ما هو مذكور في رقية المسحور .
علاج السحر المأكول والمشروب
يقول ابن القيم الجوزي في كتابه الطب النبوي: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر ، فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة ، وهيجان أخلاطها ، وتشويش مزاجها فإذا ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جدا .أ.هـ.
الإسهال : يمكن أن يستخدم السنا أو زيت الخروع أو الملح الإنجليزي لهذه الغاية وحبذا لو قرئ عليها أو أخذت مع ماء قرئ عليه الرقية الشرعية ، وكلها نافعة بإذن الله تعالى ومجربة في استخراج السحر ، خصوصا عندما يتحرك السحر في البطن ، راجع باب الأعشاب والعلاج المركب.
القيء : لا يوجد في الأدوية الحديثة دواء أعلمه يجعل الإنسان يتقيأ ما في بطنه إلا ما تستخدمه المستشفيات في بعض حالات التسمم ، ولكن يمكن للمسحور أن يضع إصبعه في فمه ويحاول أن يستفرغ ، أو يحضر كأس ماء قرئ عليه الرقية ويضع عليه ثلاث ملاعق كبيرة من ملح الطعام ويشربه فإنه في الغالب يتقيأ ما في بطنه ويمكن أن يضاف اليه فنجان زيت زيتون ( لا تفعل هذه الطريقة إذا كنت تعاني من الضغط أو من مرض في الكلى ) ، راجع باب الأعشاب والعلاج المركب .
ومما قاله ابن سيناء والرازي في القيء ( بتصرف ) :
أفضل القيء على الريق ويجب أن يستعمل في الشهر مرة أو مرتين. ومما يساعد على القيء وضع الإصبع في مؤخرة الفم ، أو استخدام ريشة مبلولة بزيت ، فإن لم يتقيأ سقي ماء حاراً وزيتاً أو يسقي العسل والماء الفاتر ،
ويمكن أن تعرف القيء النافع من غير النافع بما يتبعه من الشهوة الجيدة والنبض والتنفس الجيدين وكذلك حال سائر القوى ويكون ابتداؤه غثياناً ، وإن كان الدواء قوياً فإنه يؤذي ويكون ومعه لذع شديد في المعدة وحرقة ثم يبتدئ بسيلان لعاب ثم يتبعه قيء بلغم كثير دفعات ،
,وينبغي ألا يأكل بعد القيء ولا يشرب لمدة ساعتين أو نحوها ، ويتدرج بعدها بالأكل يبتدئ بالسوائل الفاتره ، ويمتنع عن أكل كل غليظ عسر الهضم ، وليختار من الطعام ما هو جيّد الجوهر سريع الهضم ، وأما اللذع الشديد الباقي في المعدة فيدفعه شرب المرقة الدسمة السريعة الهضم مثل مرق الدجاج .
محاذير القيء: ينبغي عصب العينين أو وضع اليد عليهما حال التقيؤ ، ويجب أن لا تتقيأ المرأة الحامل والطفل ولا الشيخ الكبير.
في بعض الحالات يصل العلاج بالأعشاب إلى ما لا تصل إليه الرقية خصوصا في حالات السحر المأكول والمشروب والمشموم ، وأفضلها إدمان شرب زيت الزيتون وأكل الحبة السوداء والعسل ، ولو أنا جمعنا بين الرقية والأدوية لكان أفضل، وقد ذكرت بعض هذه الأعشاب وطريقة استخدامها في باب الجمع بين الأدوية الإلهية والأدوية المباحة .
الحجامة :
وكل شيء مباح غير ضار يؤكل أو يشرب أو يغتسل به أو يدهن به يقرأ عليه الرقية يكون فيه شفاء بإذن الله تعالى ببركة القرآن وكلها تندرج تحت الأسباب التي تساعد في إستفراغ مادة السحر والله أعلم .
البخور : التبخر باللبان الذكر والسذاب والحبة السوداء والقسط الهندي مع النفث عليها بالرقية والمبالغة بالاستنشاق ، فهذه الطريقة تساعد على خروج السحر من الرأس والصدر .
الاكتحال : الاكتحال بالعسل الأصلي الذي نفث عليه بعد الرقية يساعد في تخفيف قوة السحر الذي في العينين .
سحب السحر من العروق
إن تحريك السحر وسحبه من الأمور المساعدة لخروج السحر المنتشر في العروق ، ويكون السحب وقت الرقية أو عند الإدهـان بالزيت المنفوث عليه بالرقية الشرعية ، وحبذا لو عملت هذه الطريقة بعد الجلوس بالمغطس " البانيو " كما هو مشروح في وصلة العلاج المزدوج في مبحث الاغتسال ، هذه الطريقة يفعلها المريض بنفسه أو أحد محارمه .
وطريقة سحب السحر من العروق تتم بالضغط الشديد مع التدوير على نهاية العروق إلى أقرب نقطة للخروج ، فما كان من أعلى الجسد فيخرج مع الفم في الغالب لأن البعض منه ينزل من خلال العروق الى المعدة ، وما كان من أسفل الجسد فيخرج مع البراز والبول .
فلو كان السحر في اليد مثلا فيكون السحب من الأصابع إلى الساعد إلى العضد إلى الكتف باتجاه الرقبة " بين الكتفين أسفل الرقبة مجمع لعقد السحر " .
ولو كان في القدمين فيكون السحب من الأصابع إلى الناحية العقبية إلى ناحية الساق الخلفية إلى ناحية الركبة الخلفية إلى الفخذ ( المثلث الفخذي ) ، ثم إلى أعلى باتجاه المنطقة الإربية ( بين الفخذ والعانة ) مع مراعات عدم الضغط الشديد على هذه المنطقة .
ولو كان السحر في الظهر يكون السحب من وسط الظهر إلى أسفل الظهر ( الناحية العجزية ) بكلتا اليدين مرورا بجميع الفقرات وما جاورها .
ومن أوسط الظهر إلى أعلى مروراً بجميع الفقرات وما جاورها صعوداً حتى ناحية العنق الخلفية .
وإن معظم السحر يخرج من البطن عن طريق المعدة أو الأمعاء ومن ثم عن طريق البراز .
أما سحب عروق الرأس فيكون بتمرير الأصابع برفق من مقدمة الرأس نزولاً إلى الجبهة والحواجب إلى جذر الأنف ، وكذلك مروراً بالصدغين إلى خلف الأذنين إلى تحت الحنك الأسفل حتى منطقة تحت اللسان .. ومن الهامة إلى خلف الرأس إلي بداية فقرات الرقبة إلى تحت الحنك الأسفل حتى منطقة تحت اللسان .
أما الوجه فيكون السحب بخفة ابتداء من منطقة جانبي الجبهة مروراً بالوجنتين حتى أسفل الحنك الأسفل.
والذي في الصدر بتمرير الأصابع بين الضلوع أسفل الثدي والجنبين وكذلك بتدوير الأصابع أسفل عظام الترقوة .
وينفع في تحريك السحر تزيت الجسد بزيت الزيتون المنفوث عليه ومن ثم التدليك بآلة التدليك الكهربائية .
وعليه يُبطل ويستفرغ السحر الذي في الجسم ، بالرقية والمسهلات والأعشاب والقيء والاغتسال والجلوس بالمغطس والحجامة والتدليك والاغتسال والجلوس بالمغطس.
إبطال السحر الخارجي
جلب السحر : العثور على مادة السحر وفك عقدها وحرقها أو القراءة عليها من أسرع وأنجع ما يعالج به المسحور ، ويمكن الحصول على السحر وجلبه بما يلي:
1- يمن الله على المسحور برؤيا يراها أو ترى له ، يعرف من خلالها مكان السحر كما حصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في معرفته لمكان السحر الذي عملته له يهود. وهذه الرؤيا حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن الح في الدعاء .
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زُرَيق، يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: (يا عائشة، أشَعَرْتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْع نخلة ذَكَر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوان). فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: (يا عائشة، كأن ماءها نُقاعة الحِنَّاء، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين). قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: (قد عافاني الله، فكرهت أن أثَوِّرَ على الناس فيه شراً). فأمر بها فدُفنت. تابعه أبو أسامة وأبو ضمرة وابن أبي الزناد، عن هشام. وقال الليث وابن عُيَينة، عن هشام: (في مُشط ومُشاقة). يقال: المُشاطة: ما يخرج من الشعر إذا مشط، والمُشاقة: من مُشاقة الكَتَّان. [ر: ] [ش (أن أثور) وفي بعض النسخ (أن أثير)].
أخرج البخاري عن سَعِيد بْن الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إلا الْمُبَشِّرَاتُ قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ ، قَالَ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَشَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ السِّتَارَةِ وَالنَّاسُ صُفُوفٌ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إلا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ ثُمَّ قَالَ إلا إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ . رواه أحمد
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) قَالَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يُبَشَّرُهَا الْمُؤْمِنُ هِيَ جُزْءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَمَنْ رَأَى ذَلِكَ فَلْيُخْبِرْ بِهَا وَمَنْ رَأَى سِوَى ذَلِكَ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيُحْزِنَهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَسْكُتْ وَلا يُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا. رواه أحمد
2- يمن الله على المسحور بأن يخبر خادم السحر عن مكان السحر."
3- يمن الله على المسحور بإحساس أو شعور أو يغلب على ظنه أنه مكان السحر .
إتلاف وابطال مادة السحر
إذا استخرج السحر أو عُرف مكانه فافعل به ما يلي:
· تحصن جيداً قبل أن تمسك السحر .
· احرص عند فتح السحر أن لا يضيع أو يسقط منه شيئا وذلك بفتحه داخل إناء أو تجعل تحته قطعة قماش أو نحوها.
· إذا كانت مادة السحر قابلة للحرق فاحرقها يبطل السحر بإذن الله تعالى.
· إذا كانت مادة السحر خيوط معقودة ، إقراء عليها الرقية ثم فك العقد .
· إذا كانت مادة السحر طلسمات مكتوبة ، يمكنك حرقها فقط ، ولك أن تمحى الكتابة بماء مقروء عليه الرقية ، ثم جففها واحرقها .
· إذا كانت مادة السحر خرزاً أو أحجاراً أو معدناً تقرأ عليها رقية المسحور ثم تكسرها إن كانت قابلة للكسر ثم تضعها في ماء مقروء عليه رقية المسحور وتتركها فيه لبضعة أيام .
· إذا كانت مادة السحر مسحوقاً كالبودر أو أوراقاً محترقة ، اقرأ رقية المسحور على ملح الطعام ثم انثر الملح على مادة السحر في مكانها ، كرر هذه الطريق ثلاث مرات .
· إذا كانت مادة السحر مرشوشة ، تأخذ كمية من ملح الطعام ثم تذيبه في ماء وتقرأ عليه رقية المسحور وترشه على مكان السحر ، تكرر هذه الطريقة ثلاث مرات .
· إذا علم أن السحر مدفون في مكان معين ولكن لا يمكن تحديد موقعه ، فتأخذ كمية من ملح الطعام أو ماء البحر أو ماء عادي وتقرأ عليه رقية المسحور وتنثره على عامة ذلك المكان