بسم الله الرحمان الرحيم
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين : هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل؟
فأجاب بقوله : رأينا في العين أنها حق ثابت شرعاً وحسا قال الله تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم)[سورة القلم، الآية: 51].
قال ابن عباس وغيره في تفسيرها أي يعينوك بأبصارهم ، ويقول النبي ص : (العين حق ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم.
ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجة أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: (لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة) فما لبث أن لبط به فأتى به رسول الله ص فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً فقال : (من تتهمون؟) قالوا عامر بن ربيعة فقال النبي ص: (علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة).
ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضاً فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ، وركبتيه وداخلة إزاره وأمره أن يصب عليه وفي لفظ: يكفأ الإناء من خلفه . والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره. وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي:
1- القراءة: فقد قال النبي ص : (لا رقية من عين أو حمه) . وقد كان جبريل يرقي النبي ص ، فيقول: (باسم الله أرقيك، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، أو عين حاسد، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك).
2- الاستغسال: كما أمر به النبي ص .عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب. أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل ، وكذلك الأخذ من أثره ، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه والله أعلم.
والتحرز من العين مقدماً لا بأس به ولا ينافي التوكل بل هو التوكل ؛ لأن التوكل الاعتماد على الله - سبحانه - مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي ص ، يعوذ الحسن والحسين ويقول : (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة) ويقول هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام . رواه البخاري.