بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
وهذه تتمة موضعنا أسأل الله العلي القدير أن ينفع به...
وهنا أحببت أن أذكر بعض أسباب عدم نجاح العلاج :
·التسليم:
التسليم هو أول الخطوات نحو الشفاء لأن المريض حينما يشتد مرضه يضطرب ويخاف من أن يزيد ألمه و ما سيؤثر المرض على حياته فمن واجب المعالج النوراني أو الراقي أن يهدئه و يزرع الطمأنينة في قلب مريضه ويساعده على تقوية إيمانه وأن هذا المرض إنما هو من محبة الله لعباده (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه .) . وقوله صلى الله عليه وآله (ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا كفر الله به سيئاته كما تحط الشجرة أوراقها حتى يمشي على الأرض وليست عليه خطيئة.)
ولأن هذه المشاعر السلبية من خوف و تمرد وسخط ورفض وعناد تسبب المزيد من التشنج و التوتر ومن المعروف في الطب الحديث أن أهم أسباب الأمراض المستعصية هي هذه المشاعر السلبية .
أما إذا بقي المريض يعاند وبقي على جزعه فقد يُخاف عليه أن لا يشفى ...
·رغبة المريض بالشفاء:
فالإرادة من أهم مقدمات الشفاء ففي بعض الحالات كانت جلسات العلاج تتم بأفضل وجه لكن سرعان ما كان المريض ينتكس و بعد محاورته اعترف بأنه لا يرغب بالشفاء لأن أولاده قد يتخلون عنه ويتركوه وحيدا.
·الخوف من المستقبل:
إن كثرة التفكير في المستقبل والخوف على الحاضر هو نوع من ضعف الإيمان وهو مما يتسبب بالتوتر والتشنج وقد ذكرنا أنفاً ما لهما من مضار.وعلاج هذا المرض بالتوكل والقناعة ويكفينا حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).وقوله تعالى{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}وهي من وساوس الشيطان فإنه يخوف أولياؤه...
·الفراغ:
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ)
فإن قلة الحركة الجسدية أو الفراغ الفكري يسببان تجمع للطاقات السلبية على الشاكرات و التي تعتبر الغذاء الأساسي للشياطين وهي الثغرات التي ينفذ منها الشيطان إلى قلب الإنسان فقال صلى الله عليه وآله (إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإذا غفل عن ذكر الله إلتقمه، وإذا ذكر الله خنس.)
وقد قال الشافعي رحمه الله :"إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالرذيلة".
كذلك أخي الراقي و المعالج النوراني أرجوك ...
الرحمة بالمرضى فلولا آلامهم وضعفهم القاتل ما جاؤك ، ولا تنسى أن المعالج أداة للرحمة الإلهية وحين وضع الله هذه الأمانة في عنقك و بلّغك هذه المكانة إنما هي نوع من الإمتحان وليست فقط للتشريف ...
فمن كان فقيراً وقصدك فلا ترفض علاجه لأنه لا يستطيع الدفع مقابل الجلسات و لتعلم أن البركة و التثبيت تكون في مساعدة الفقراء و المحوجين.